شباب متجنن جدا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شباب متجنن جدا

شباب مجانين جدا


    أربع خطوات تساعدك لاتقان العمل

    eman
    eman
    Admin


    المساهمات : 123
    تاريخ التسجيل : 25/02/2009
    العمر : 38

    أربع خطوات تساعدك لاتقان العمل Empty أربع خطوات تساعدك لاتقان العمل

    مُساهمة من طرف eman الأربعاء مارس 04, 2009 6:35 pm

    أربع خطوات تساعدك لاتقان العمل




    مقدمة



    شريعتنا الإسلامية من ضمن ما تأمرنا به، تأمرنا بإتقان العمل، وهي في حديثها عنه لا تجعله أمراً دنيوياً تبتغى منه منفعة عاجلة فحسب، بل تجعله أيضاً أمراً تعبدياً : " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " يتقرب به إلى الله تعالى،ولو دققنا في ألفاظ الحديث الشريف لوجدنا في قوله قال : " عملاً " هكذا من دون تعريف ولا تحديد لنوع العمل، إيحاء بأن الله تعالى يحب أن يكون الإتقان سلوكاً للمؤمن في كل أعماله، فهو يحسن القيام بمهنته وعباداته ومعاملاته وهذا ما تؤكده أحاديث نبوية أخرى قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحدّ أحدكم شفرته وليرح ذبيحته".

    ومن منا لا يريد اتقان عمله أو يصل بكل أعماله إلى حد الإتقان طلبا لرضا الله ثم تحقيق المصالح الدنيوية التي ترفع مستواه كفرد أو ترقي بمجتمعه و أمته .

    وإليك خطوات سهلة و لكنها في ذات الوقت هامة تعينك بتوفيق الله على اتقان اعمالك و الوصول بها إلى الجودة :


    1- الإهتمام بالتفاصيل " جزئيات العمل ".

    2- تجنب التساهل في العمل و ابتعد عن التفريط.

    3- ممارسة العمل وتكراره حتى تتقنه .

    4- التزود بالعلم الكافي حول ذلك العمل.



    أولا : الإهتمام بالتفاصيل " جزئيات العمل".


    أي عمل له جزئيات أو تفاصيل فحتى يظهر العمل بشكل متقن علينا أن نتقن تفاصيله وندقق فيها و إليك أن تتخيل أي عمل صناعي ، هندسي ، ثقافي ، تعبدي .... و جزئه إلى مكوناته أو وحداته لتدرك أهمية اتقان كل تفاصيله و تحقيق الجودة فيها لتصل بها في النهاية لعمل كامل متكامل متقن و بجودة.

    إذن الجودة في التفاصيل تصنع الجودة في العمل برمته. والعكس أيضا صحيح: فالأخطأء الصغيرة تصنع الكوارث،. فلا بد من أن يكون الإتقان شاملا لكل أجزاء العمل، لأن جزءا غير متقن قد يؤدي إلى انهيار العمل كله.

    فاعمل و دقق في كل جزئية و كأنها هي الأهم في ذلك العمل، لتحقق جودة التفاصيل التي تؤدي لجودة العمل .


    وحقائق عليك أن تتذكرها


    " أن الدقة تسهل على الإنسان عمله، وتحد من هدر طاقاته او طاقات الآخرين"

    " أن الدقة في الأمور تؤدي إلى الإتقان، والإتقان يؤدي إلى النجاح."



    ثانيا : تجنب التساهل في العمل و ابتعد عن التفريط " التضييع والتقصير ".


    التساهل يؤدي إلى التفريط، والتفريط يؤدي إلى الفشل .

    وفي الحقيقة، فإن التسامح و التساهل في العلاقات الاجتماعية مطلوب، ولكنه في ممارسة العمل والنشاط ليس مطلوبا، لأنه قد يؤدي إلى الكارثة..
    و كثير ما نسمع من المتساهلين في العمل كلمات " مشي " " كله يمشي " "ما تفرق " " عديها" " أي شيء و السلام " كل هذا يدلل على أن العمل المقدم فيه تقصير و بذلك يكون قد خرج عن دائرتي الاتقان والجودة . و أن صاحبها غير مهتم با تقان عمله و قد يضطر لإعادته مرة أخرى إن كان المسؤول عن العمل متشدد و إن لم يكن فسيبقى العمل فيه قصور وبعيد عن الجودة .

    وكم من مآس في التاريخ كان سببها روح التسامح والتساهل لدى بعض المسؤولين؟

    إن من يدرس حياة بعض الفاشلين، ممن يتمتع بمواهب كثيرة، ويفترض فيه بسببها أن يتبوأ مقاعد كبرى، يجد أن السبب هو روح التساهل والتفريط لديهم..

    وبالعكس فإن الجدية في العمل، والابتعاد عن التفريط، يؤديان إلى النجاح لدى من لا يملك الكثير من المواهب..

    فمن ينشد الرقي في الحياة لا بد من أن يتمتع بروح الجد حتى في مرحه، ولعبة

    ..

    ثالثا: ممارسة العمل وتكراره حتى تتقنه


    إن التدريب المستمر يعطي الخبرة، ويمنح الثقة، وهو من أسباب النجاح، فإجادة الإعداد هي الطابع المميز للرجل الناجح.

    فحتى نتقن أي عمل علينا تكراره فالتدريب المستمر يعطي الخبرة ويصل بالعمل إلى المهارة و يمنح الثقة
    .


    يقول أحد الكتاب: "إن الحرفة تمد صاحبها دائما بعنصرين: عنصر الثقة وعنصر البراعة" المهارة والتفوق "

    وعليك أن تتخيل أي عمل قمت به أو تقوم به متى تشعر بالثقة في أدائه وترضى عن ما تقدمه هل إذا تدربت على ذلك العمل و أعددت له بشكل جيد أم عندما لا تهتم للاعداد له ولا تتدرب عليه ...؟؟ بالطبع الجواب بشكل عام سيكون الأول


    وإليك مثال


    لنفترض أنك تريد أن تصبح خطيبا مفوها، أترى يمكن أن تفعل ذلك من دون أن تقوم بتدريب يومي، وتكرار ذلك؟
    لقد قال أحد الخطباء المرموقين، إنه لا يزال يتدرب على خطاباته ست ساعات كل يوم، بالرغم من أنه يستطيع التحدث بلباقة من دون حاجة إلى إعداد مسبق.

    وكذلك الأمر بالنسبة إلى المؤلف..
    إن الكاتبة الأمريكية "مار غريت ميتشل" مؤلفة كتاب "ذهب مع الريح" كتبت الفصل الأول من كتابها سبعين مرة، قبل أن تستقر على صيغته النهائية..

    وكما في الخطابة، والكتابة، كذلك في كل مجالات الحياة.


    فالذي ينشد النجاح لا بد من أن يصبح بارعا ( ماهرا)في مهنته، ولا براعة من غير إتقان، ولا إتقان من غير تكرار وتدريب..



    رابعا : التزود بالعلم الكافي حول ذلك العمل.


    لا يستغني أحد بلغ إنتاجه من الجودة والإتقان عن التعلم. فالعلم يزيد من الفهم كما يزيد من الوعي، ويجعل الإنتاج أفضل.

    إن أحد أسباب النجاح الياباني يكمن في أن العمال اليابانيين لا يعتبرون أنفسهم_ مهما بلغوا من العمر أو من النجاح_ بغني عن التعلم.

    وكذلك تفعل كل الشركات والمصانع الناجحة في العالم، فهم ينتجون ويتعلمون المزيد. فلا نكتفي بأساسيات في العلم فيما يخص أي عمل و نقول أننا بلغنا من العلم كل مبلغ لا بل لا بد من الاستزادة في التعلم و طلب العلم وأخذ العلم الصحيح .

    وإليكم توضيح للخطوات السابقة من حديث " المسيء صلاته المشهور " لندرك كيف علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم الاهتمام باتقان العمل وأن لا نؤدي أعمالنا بأي كيفية لنقول أنا أديناها بل لا بد من اتقانها .

    ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: { أن رجلاً دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فيه فرد عليه السلام، ثم قال له: ارجع فصل فإنك لم تصل. فرجع فصلى كما صلى، ثم جاء فسلم علي النبي فرد عليه السلام ثم قال: ارجع فصل فإنك لم تصل، فرجع فصلى كما صلى، ثم جاء فسلم على النبي فرد عليه السلام، وقال: ارجع فصل فإنك لم تصل ثلاث مرات، فقال في الثالثة: والذي بعثك بالحق يا رسول الله ما أحسن غيره فعلمني. فقال : إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم اجلس حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، وافعل ذلك في صلاتك كلها }.


    فرسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الرجل بإعادة صلاته لأنها لم تكن على الوجه المطلوب - بمعنى أنه لم يتقنها مجملا- وكرر عليه ثلاث " التدريب على العمل ليتم اتقانه "

    ثم رأينا ما قاله الرجل حين قال ما أحسن غيره فعلمني وهو الخطوة الأخيرة وهو الاستزادة من العلم حول ذلك العمل الذي يؤديه . ثم ما جاء من قول النبي صلى الله عليه وسلم : ": إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم اجلس حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، وافعل ذلك في صلاتك كلها " الخطوة الأولى " اتقان التفاصيل



    خاتمة

    كم هم الذين لا يتقنون أعمالهم بالرغم من تكرارها والسبب جهلهم بالطرق الصحيحة لتأديتها و إن علموا الطرق الصحيحة غفلوا أو استهانوا عن تكرارها والتدرب عليها أو استهانوا ببعض تفاصيلها لتبقى المشكلة قائمة.

    كلمة أخيرة ابتدأنا بها علينا أن نعي تماما أن اتقان العمل هو عمل تعبدي غايتنا من ذلك رضا الله ثم تحقيق منفعة دنيوية تعود علينا بالنفع كأفراد ومجتمعات فإسلامنا رغب لنا و حث على كل ما ينفعنا في دنيانا و آخرتنا.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 1:08 pm